لا يوجد ادنى شك بان دور المعلم كان وما زال الأكثر أهمية بين ارباب المهن في المجتمعات على اختلاف لونها وعرقها، وعليه تقع مسؤولية وامانة عظمى ببناء الأجيال المتعاقبة والتي إذا صلحت صلح المجتمع وإن فسدت انهار المجتمع وتدهور الى الحضيض.  

وإذا كان دور المعلم عظيمًا في الظروف العادية، فإن دوره اكبر واكثر أهمية في أوقات الازمات كالحروب او انتشار الأوبئة الخطيرة كما يحدث في الوقت الحالي في ظل مرض الكورونا الذي أدى الى تعطيل الدوام المدرسي المعتاد، وكوّن حالة من الذعر، التخبط  والفوضى على كافة المستويات المجتمعية والرسمية ايضًا، سيما وان متخذي القرار بدوا عاجزين عن إعطاء الجمهور إجابة على تساؤلات عدة أهمها توقيت تلاشي هذا الوباء وهل سيتم اكتشاف اللقاح المضاد للكورونا؟.     

حالة التخبط وعدم القدرة على اتخاذ القرار تركت ملايين الطلاب واهاليهم في حيرة وياس ومواجهة هذا الواقع لوحدهم تقريبًا، وأصبحت عيونهم موجهة نحو المعلم وراوا به المنقذ الوحيد من هذا الوضع وبداوا حتى لو كانوا مرغمين على تقبل أسلوب التعليم الرقمي عن بعد عبر تقنيات تواصل تكنولوجية حديثة، وهذا الواقع يؤكد على دور المعلم المحوري وانه هو ألاساس بنجاح الاهل واولادهم بتخطي هذه المرحلة، وهذا ما يعزز موقف المؤيدين لتحويل التعليم من الاسلوب التقليدي إلى النمط الافتراضي عن بعد، أي الاستغناء عن المدرسة التقليدية والاعتماد على المعلم بالتواصل المباشر مع الطلاب عبر تقنيات التواصل المتنوعة، ولهذا التواصل أهمية لتحقيق نجاح العملية التعليمية عن بعد في ظل هذه الازمة.                        .

وهنا توضع مهمة قيادة المسيرة التعليمية على كاهل المعلم  الذي يضطر الى تحمل عدة أدوار قيادية محورية ومنها القيادة  داخل الصف التعليمي، القيادة على مستوى المؤسسة التعليمية، والقيادة في المجتمع المحيط به،  وهذه الأمور تلزم  المعلم بالتمتع بمهنية عالية جدًا فالتعليم عن بعد يكشف مدى مهنية المعلم وقدراته التدريسية، فلا توجد أي إمكانية للتزييف إذ ان المعلم المهني يستطيع مواصلة عمله بأريحية تامة بينما يتسرب نظيره الذي لا يمتلك المهنية الى خارج  اطر التعليم. وهنا لا بد من التأكيد على ان جودة النظام التعليمي تعتمد على جودة المعلمين، وفشل او نجاح هذا النظام يتعلق بالأساس بجودة المعلم اولًا واخيرًا.