بادرت جمعية المعالي للتوجيه الاكاديمي والمجتمعي الى تحضير خطة مهنيًة لمكافحة ظاهرة تسرب طلاب المرحلة الاكاديمية من التعليم في الكليات والجامعات، وتتمحور هذه المبادرة بالتركيز على توجيه وارشاد الطلاب لمواصلة دراستهم الاكاديمية المستقبلية بصورة سليمة.
وجاءت هذه المبادرة، وهي الأولى من نوعها في البلا د، كخطوة استباقية تهتم بطلاب المدارس الابتدائية، وتعمل على تمكينهم وتوجيههم للتعلم مستقبلًا بشكل صحيح.
وأشار مدير عام الجمعية، الأستاذ يوسف أبو فروة، ان ظاهرة التسرب تعتبر من المشاكل الصعبة التي تواجه الاهل، ولذا فان الجمعية تقف كعنصر مساند ومساعد لهم ولاولادهم، وتوجيههم حول كيفية التعامل ومواجهة هذه الظاهرة، وفي المقابل تُوجه الطلاب الاكاديميين ايضًا وتكمن أهمية التوجيه الصحيح والدقيق بالمساهمة ببناء مجتمع آمن يسير بخطى ثابته نحو النمو الفكري، الاجتماعي والاقتصادي.
وتطرق الأستاذ يوسف عارف، الى التعليم الاكاديمي ايضًا، وأشار الى ان ظاهرة التسرب في هذا المجال مقلقة جدًا ومرتفعة جدًا وقد تصل الى 40 % في المجتمع العربي، وهذا يعني ضياع مبالغ مالية كبيرة تقدر بحوالي مليار ونصف شيقل تقريبا سنويًا، وهذا يحدث نتيجة لعدم التخطيط السليم، حيث يدخل الطلاب بحالة من التخبط في تحديد مواضيع دراستهم واختيار المؤسسة المناسبة لهم بشكل صحيح. وعلى سبيل المثال، توجه الطلاب لتعلم مهنة المعلم، رغم ان هناك ما يزيد عن 14 الف متخرج من كليات إعداد معلمين وليس لهم وظائف، ومع هذا نجد أن هناك من لا يزال يلتحق بهذه المؤسسات رغم علمه وتاكده أنه لن يجد عملًا بعد تخرجه.
وتجدر الإشارة الى ان المعطيات الأخيرة التي تتعلق بالتعليم الاكاديمي قد اشارت الى ان معدل ما ينفقه الطالب الاكاديمي سنويًا يصل الى 50 الف شيكل، واذا جمعنا المبلغ الإجمالي لما ينفقه الطلاب الاكاديميين العرب (70 الف طالب)، فإن المبلغ الإجمالي هو 3.5 مليارد شيكل والذي يشمل القسط السنوي، سكن، سفريات، وطعام، ومستلزمات الدراسه.
وقال الأستاذ يوسف عارف: " اطلابنا ينفقون هذا المبلغ الكبير الضخم سنويًا، وهذا يحتاج منا الى التركيز على موضوع التوجيه الأكاديمي بشكل عميق وقائم على خطه واضحة تبدا من المراحل التعليمية الاولى اي الابتدائي حتى يتمكن طلابنا باستغلال هذه المبالغ بشكل افضل".