أبو بكر الرازي

المساهمات التاريخية لعلماء المسلمين في مجال العلوم والطب لا جدال فيها. ويعتبر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي من أركان العصر الذهبي للإسلام وظل أبو بكر الرازي من الشخصيات المؤثرة في الطب الغربي لعدة قرون. وانجازات ابو بكر الرازي عديدة فلا تزال دراسته عن الجدري والحصبة من الدراسات الطبية الكلاسيكية حيث كان لها بصمة حقيقية في عالم الطب، ولكن من هو ابو بكر الرازي، وما هي أشهر مؤلفات ابو بكر الرازي؟


نبذة عن ابو بكر الرازي

كان الرازي أكثر المفكرين الإسلاميين تحررًا واستقلالية، وكان يؤمن بسلطة العقل. وهي الهبة العالمية التي أعطاها الله لجميع الناس دون أي تمييز، وكان أبو بكر الرازي رجلاً طيب القلب كريمًا. كان لطيفًا ومخلصًا لعائلته وأصدقائه ومعارفه. كما أنه كان حنونًا للفقراء والمحتاجين حيث اعتاد أن يوفر لهم الرعاية الطبية المجانية وكان يمنحهم بعضًا من ماله الخاص كصدقة لأنه كان رجلاً ثريًا جدًا. واعتاد الرازي مراعاة التعاليم الإسلامية واحترام قدسية جسم الإنسان في أبحاثه وتجاربه.


من هو ابو بكر الرازي

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي. نشأ في بلدة الري القريبة من طهران الآن. ولد في عام 250 هجريًا، عام 864 ميلاديًا، حفظ القرآن الكريم، وهو في عمر العشر سنوات. وكان متميزًا وماهرًا في الحساب، أما عن مرحلة الطفولة فكانت غامضة. وقام الرازي بدراسة الطب بمساعدة صديق أبيه الطبيب المعروف علي بن سهل ربان الطبري الذي كان يعمل طبيبًا في المستشفى التابعة لمدينة الري.

لم يكن ابو بكر الرازي متفوقًا في الطب فقط، بل كان متفوقًا في كل فروع العلوم. وكان يكتب في الفلسفة والطب والرياضيات والكيمياء وعلوم الأخلاق والموسيقى والميتافيزيقا. وغيرها من العلوم المختلفة، وكان ابو بكر الرازي بصمة حقيقية في عصره، وله الكثير من المؤلفات التي ظلت مراجع لعلماء كثر في مجال الطب. بل وأصبحت هذه المؤلفات تُدرس في الجامعات لمدة قرون طويلة.


ابو بكر الرازي الانسان

كان ابو بكر الرازي يحب القراءة منذ نعومة أظافره، فكان ينام وهو ممسكًا بكتابه حتى يغلبه النعاس وتعلم الرياضة والموسيقى والفلسفة. وعندما بلغ الثلاثين من عمره، توجه لدراسة الكيمياء والطب، وعُرف بالذكاء الشديد، وذاكرته المتميزة والعجيبة. فكان يحفظ كل ما يسمع أو يقرأ، وقد أشتهر ابو بكر الرازي بالسخاء والكرم وعطفه على المحتاجين والفقراء. وخصوصًا المرضى منهم، فكان ينفق عليهم من أمواله، ويضع لهم رواتب.


ابو بكر الرازي في الطب

قد عالج مرضاه بكل احترام ورعاية وتعاطف. كان له العديد من الانجازات في الطب، ومن أبرز انجازات ابو بكر الرازي:

ابو بكر الرازي في الكيمياء

تبع جابر بن حيان في أسلوبه، حيث قام بدمج العديد من الأفكار نفسها واستخدام المصطلحات نفسها إلى حد كبير، حتى أنه استخدم نفس العناوين في كتبه، فكان يحترم جابر كثيرًا، كتب الرازي عددًا من الرسائل التي أصبحت معروفة في العلوم الغربية، واعتُبرت عملًا تأسيسيًا لعدة قرون.

احتوت أعمال أبو بكر الرازي على وصف تفصيلي للمنهجية والأجهزة المستخدمة أثناء التجارب. نوقشت مناقشاته عن المعادن والمواد الأخرى خارج حدود ربطها بالروحانية واللاهوت. ودرس المواد والمركبات وقسم الرازي هذه المواد إلى أربع مجموعات رئيسية: نباتية، وحيوانية، ومشتقاتها، ومعدنية، وشمل ذلك محاولة تصنيف المواد في مجموعات وتصنيفات حسب خصائصها. وفي كتابه كتاب سر الأسرار سرد المكونات على النحو التالي:

التصنيف الخصائص
المواد الروحية الزئبق والكبريت وكبريتات الزرنيخ والأمونيا.
المعادن ذهب، فضة، نحاس، حديد، رصاص، قصدير.
الأحجار بيريت الحديد، أكسيد الحديد، أكسيد الزنك، الملكيت، الفيروز، أكسيد الزرنيخ، كبريتات الرصاص، الجبس، الزجاج.
أملاح الزاج أسود، شب، أخضر، أحمر، أصفر، أبيض.
الأملاح الأخرى كربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم وغيرها.

 

مؤلفات أبو بكر الرازي

كان للرازي مؤلفات كثيرة جدًا، مهمة في حياتنا، وتعتبر ديوانًا كبيرًا من العلم، الذي أشبه ما يكون بالموسوعة العلمية في كل المجالات، ومن أهم هذه المؤلفات:

كتاب طبقات الإبصار

اهتم في هذا الكتاب بالرؤية بالعين البشرية، في الحقيقة أثبت أن البصر هو نتيجة للضوء الخارجي، وأن العين ليس لها مجال لكي تبصر بذاتها، وكان يكذب ما يدعيه الأوائل، بأن العين تبصر بنفسها.

كتاب الفصد والحجامة

كان العلاج بالحجامة من أشهر طرق العلاج في القديم. وكان يعارض القول بأنها ضارة وليست نافعة، ومن وجهة نظره أن الحجامة، هي مصطلح معروف لدى عامة الناس، والفصد هو شق الوريد، وإخراج الدم الفاسد منه. وذلك بغرض التداوي، فقد كان يؤمن بأن الفصد مفيد لعلاج كل الأمراض.

كتاب الطب الروحاني

كان هذا الكتاب من أهم مؤلفات ابو بكر الرازي فأهتم في كتابه الطب الروحاني، بالآلام النفسية، والطب النفسي، وبالأمراض التي تصيب الإنسان. فقد ذكر أن معظم الآلام تأتي من ألم النفس البشرية، أيضا أنشئ مصطلحات نفسية معروفة إلى وقتنا الحالي، وقد ذكر طرق حديثة وجديدة، حتى يعالج من خلالها الأمراض النفسية.

كتاب الجامع الكبير

قد حاول أبو بكر الرازي في هذا الكتاب أن يجمع الأمراض التي تقابله. وقام بالتحدث عن طرق كثيرة لعلاجها، وأدوية كثيرة، كذلك تحدث عن كل العقاقير الطبية، وكيفيه تحضيرها، وأيضًا تحدث عن تشخيص المرض نفسه، وأضاف الأدوات الطبية، التي قام بتحضيرها بنفسه، والتي لم تكن موجودة من قبلها، وذكر طرق الجراحة، وأسبابها وأساليبها.

كتاب الحاوي في الطب

هذا الكتاب يعتبر هو أهم مؤلفات ابو بكر الرازي. فقد سمى العلماء هذا الكتاب باسم الموسوعة في الطب، منذ أن تم تاليفه وإلى وقتنا الحالي، فهو يحتوي على ملخصات كثيرة. تم إضافتها للكتاب من قبل مؤلفين من أصل اغريقي، وأيضًا من أصول هندية أخرى، وأضاف ملاحظات دقيقة، وتجارب خاصة به. التي قامت بتسجيلها من خلال تعامله مع المرضي، وقد تحدث عن الأمراض وصنفها.

كتاب المنصوري

سُمي هذا الكتاب نسبة إلى منصور ابن اسحاق، الذي كان آنذاك حاكم خراسان، بصفة عامة ضم الكتاب العديد من المواضيع في مجال الطب، بداية من جراحة وعيون والأمراض الباطنية.

كتاب الجدري والحصبة

في هذا الكتاب تم إثبات أن أبو بكر الرازي هو أول من قام بإيجاد الفرق بين مرض الحصبة والجدري، وذلك من خلال الملاحظات التي قام بتدوينها. والتي ساعدته على أن يفرق بين هذين المرضين، الذان كان ينتشران بشكل كبير آنذاك.

 

تم ترجمة كتاب الحاوي إلى اللغة اللاتينية، بعد شهرته وذيوع صيته، وتم إصدار أول نسخة لهذا الكتاب مكتوبة بخط صغير بشكل نسبي في عام 1674 ميلادي، وكان ذلك بأمر من السلطان سليمان الأول.

مشاركة:

مواد مختارة

دورات الاحتواء والاندماج

جمعية المعالي تفتتح دورة "القيادة الشابة" في مدرسة دير الأسد الإعدادية

جمعية المعالي تفتتح دورة "القيادة الشابة" في مدرسة دير الأسد الإعدادية افتتحت ... إقرأ المزيد

المدرسة الرقمية