بيان المعالي بمناسبة يوم المعلم

يوم المعلّم العالميّ

 

من عام إلى عام، يستوقفنا دور المعلّم، في إعداد النّخب اليافعة، من المتعلّمين المتنوّرين بسلاح المعرفة، المؤهّلين لقيادة مدرسة الحياة، قدُمًا نحو الإبداع والإنتاج والرّقيّ والازدهار، يسهر المعلّمون جاهدين في إنارة دروب الحياة، يذبّون ظلام اللّيل البهيم عن قارعة معترك الحياة، يرسمون بريشة العلم، مستقبل أبنائنا يزهو متلألئًا- دائمًا وأبدًا- نحو عنان السّماء، مستقبلًا يضارع ربيع الأمل النّابض بمشروع الحياة.

     وحدهم المعلّمون من خصّهم نبيّنا بوحي من ربّه، فجهر قبل عقود وعقود؛ أنّهم ورثة الأنبياء، كإعلان نبويّ أبديّ مطلق بتصديق ربانيّ، لا يماري به أحد، ولا ينازعهم عليه منازع.

     وحدهم مَنْ وقف شاعرنا_ بل أمير الشّعراء_ أحمد شوقي؛ فقال وقد أجاد في نعتهم:

               قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبجيلا                        كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

               أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي              يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا

     فلم يكنِ المعلّم سوى ناسك انقطع لخدمة العلم، كما انقطع النّاسك لخدمة الدّين، وأنت لن تجد مثيلًا أو نظيرًا لمهنة المعلّم الّذي اتّخذ العلم سلعته ومادّته، حتى غدا كلّ متعلّم كان من كان، له في ذمّته حقّ واستحقاق، ولك أن تفهم وتعي كلام نجيب محفوظ وهو يتأمّل دور المعلّم فيقول: يمتلك المعلم أعظم مهنة، إذ تتخرج على يديه جميع المهن الأخرى.

     فالطّبيب أو غيره من أرباب الأقلام، يتقزّمون حياء أمام المعلّم، على ما قام به من جهد جبّار، في تذويت المعرفة في صدورهم، وهم يدركون قبل غيرهم، أنهّم ما كانوا ليصلوا إلى ما هم عليه، لولا بركة المعلّم، ودوره الفاعل في تعليمهم وتدريسهم، وشحذهم بالمعرفة قدمًا نحو الأمام.

     فالمجد كلّ المجد لمعلّم لا يرى النّور إلّا من خلال طليعة طلّابه، الّتي ستخرج إلى معترك الحياة، وقد أخذوا على عاتقهم نشر المعرفة في كل أصقاع الأرض، يقودون مسيرة الحياة نحو الخير في كلّ اتّجاه واتّجاه، يحاربون الجهل بالمعرفة، تلكمُ المعرفة الّتي تتكشف لهم مكنونات الكون وخباياه.

 إنّ جمعيّة المعالي للتّوجيه الأكاديميّ والمجتمعيّ، تقف اليوم كما وقفت بالأمس أمام المعلّم، عاجزة عن شكره وتقديره وتكريمه، فمثله لا يثمّن عمله، أو يقدّر عطاؤه، ولا يُحصر دوره الدّؤوب، بكلمة شكر، أو تقدير، ولن يغنيَ أيّ تكريم على ما يقوم به من عمل جبّار يافع، يقوم على بثّ المعرفة في النّفوس، ويسهر على تسحّر الأرض بالعلم بعد الجهل.

     فلكم منّا كلّ الشّكر والتّقدير لكّل معلّمينا. أصواتكم النّدية ما زالت تسري في أحشائنا وكأنّها قدر الله، الّتي استودعه روحًا آخرى في أجسادنا.

فابسم جمعيّة المعالي نقول لكم: بوركتم، وبوركت جهودكم العظيمة، وجوزيتم عنّا وعن كلّ متعلّم كلّ خير وعافية.

مشاركة:

مواد مختارة

الدورات

انطلاق دورة القاعدة النورانية

بالتعاون مع جمعية المعالي للتوجيه الأكاديمي، تم انطلاق دورة "القاعدة النورانية" ... إقرأ المزيد

دراسات ومقالات علمية

ارتفاع كبير في أعداد الطلبة العرب الذين يدرسون علوم الحاسوب: بنسبة 50% في السنوات الخمس الأخيرة

البروفيسورة يافه زيلبيرشاتس، رئيسة لجنة التخطيط والموازنة: تشهد السنوات الأخيرة انخراطا ... إقرأ المزيد

المدرسة الرقمية